التمرد رواية جوازة ابريل
التمرد رواية جوازة ابريل
بكمية هائلة من المشاعر المتضاربة بين الضعف والحزن والندم والحب لعدة ثوان وهو لا يعرف بماذا يجيب عليها ليرفع ذراعيه وأطبق علي كتفيها وضغط عليهما بقوة طفيفة وقال أمام وجهها بصوت هادئ ممزوج بالجدية انتي اعصابك تعبانة محتاجة تهدي ولازم تفوقي لنفسك .. بلاش تصغري في عيني اكتر من كدا .. الأحسن تبعدي عن حياتي بالذوق وماتدخليش فيها ولا تحاولي تخر بيها تاني .. عشان مخرجكيش منها علي نقاله بجد المرة دي وكفاية اللي حصل لحد كدا
استقام باسم واقفا وهو يهندم ثيابه ثم توجه نحو سيارته بخطوات واسعة وأنطلق بها تاركا الآخرى والألم ېمزق قلبها عاقفة حاجبيها بتفكير وغير راضية عن الشعور بالهزيمة وأن تتركه يبتعد عنها ببساطة كيف تقنع نفسها بأن لا شيء في هذا العالم مقدر لنا أن نمتل كه إلى الأبد.
على احدى الطاولات
فى الحفلة
أنهت منى عبارتها وهي تضع حقيبتها الصغيرة من نفس لون الفستان على الطاولة أمامها فيما ردت دعاء بتعجب عادي .. هو انتي غيرتي فستانك امتي!
أربكها السؤال للحظة وقد زاغت أنظارها وهى تخبرها مبررة من شوية .. اصله وقع عليه العصير فإضطريت اغيره من عند هالة
أجابت منى بإيضاح مشيرة إلى الهاتف كانت تحمله بيدها لسه مكلمني كان مع اونكل صلاح وجاي علينا
شقت الابتسامة وجه الجالسة مقابلها ويبدو أنها في الأربعينيات من عمرها ثم قالت بنبرة ودودة ما شاء الله يا مني انتي زي القمر كل مرة بشوفك فيها بتحلوي اكتر
ساد الصمت لبضع ثوان ثم إستطردت نيفين تسألها بنبرة ذات مغزي انتي وعز بقالكم قد ايه متجوزين
أخبرتها منى بابتسامة ترتسم على شفتيها بعد أن أخفت تعجبها من السؤال حيث أنها تتذكر حضورها لحفل زفافها يعني حوالي تلت سنين
أومأت نيفين إليها ثم غمغمت بابتسامة هادئة ربنا يهنيكم يا حبيبتي و يسعدكم يارب..
مالت منى رأسها إلى اليمين لتتمتم والابتسامة لم تفارق شفتيها لسه ربنا ما ارادش
ارتفعت حواجبها في دهشة لكنها قالت بلطف ربنا يبعتلك الخلف الصالح يا حبيبتي
استندت نيفين إلى كرسيها بارتياح شديد واستأنفت حديثها بس هو مش هيجي لوحده لازم تبدأي تفكري انكو تجيبوا بيبي تفرحو بيه ويقربكو اكتر من بعض
قالت نيڤين بتصميم ايوه يا حبيبتي بس لازم تشدي حيلك عشان تجيبي بيبي يسليكي .. انا اعرف دكتور شاطر جدا هقولك عليه وروحيلو
ختمت نيڤين حديثها تحثها على الموافقة تحت نظرات دعاء التي لم تكلف نفسها عناء التدخل في هذا الحوار بينما ابتلعت منى لعابها منذهلة من سلاسة تدخلها في شؤون الآخرين هكذا ثم أجبرت لسانها على الرد رغم إنزعاجها تسلمي بس انا متابعة مع دكتورة صديقة لماما
رفعت نيڤين كتفيها ووضعت قدم واحدة فوق الأخرى ثم قالت لها بإلحاح ومالو روحي للدكتور اللي بقولك عليه مش هتخسري حاجة فكري وردي عليا
صدح هاتف منى بالرنين فأخبرتها بنبرة جعلتها هادئة ووقفت بسرعة شاكرة المتصل في سرها أن شاء الله .. معلش عن اذنكم هرد علي التليفون
ردت نيفين بلطافة وهي تعدل سماعة الأذن الطبية فى أذنها خدي راحتك يا حبيبتي
استدارت بجسدها ناحية دعاء وتطلعت إليها في حيرة ثم صاحت مستفسرة ايه يا ديدو .. انتي مش نفسك تشوفي حفيد ليكي ولا ايه .. سايبة الموضوع دا كدا ازاي ..
رفعت دعاء كتفيها ثم قالت بإحباط يعني هعمل ايه يا نيڤو
تجعد جبين الآخري قائلة بغرابة وإصرار انتي حماتها خليها تسمع كلامك وتشوف الدكتور اللي بقولك عليه وان شاء الله تحمل علي ايده صحباتي بيشكروا فيه اوي
هزت دعاء رأسها سلبا لتقول بإستياء والله انا ريقي نشف