رواية سر سيد المقپرة
رواية سر سيد المقپرة
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
بينما كنت متجها على الطريق الجبلي غربا أقود سيارتي بحذر شديد فتلك المنطقة ذات الجبال العالية والوديان السحيقة تأخذ عشرات الأرواح ضريبة في كل عام من العابرين فيها نتيجة خطۏرة القيادة فيها
تذكرت فجأة أن لي صديق دراسة قديم في إحدى القرى التي مررت عليها قررت زيارته طالما إني اقتربت من بلدته وبالفعل انعطفت بسيارتي نحو اليمين وقدتها نحو قريته التي يحتضنها جبلان شامخان
وما أن وطأت القرية حتى سألت بعض أطفالها عن نعمان ابن جعفر فتقدمت نحوي طفلة صغيرة وأخذت بيدي وهي تبتسم وقالت هيا سوف أريك منزل الأستاذ نعمان فهو معلمي في المدرسة
أوصلتني إلى باب المنزل فسألتها ما اسمك
فقالت مروة
شكرتها ووعدتها بهدية
طرقت الباب ففتح لي صديقي الذي بالكاد عرفته فقد تغيرت ملامحه مع السنين
رحب بي ودخلنا المنزل وتبادلنا الحديث والذكريات عن أيام الدراسة في المدينة
عندما حل الليل كان نعمان قد أعد لي غرفة في بيته لأنام فيها وبالفعل كنت مرهقا من طول الرحلة فذهبت إلى الفراش وكان كل عضو في جسمي يطالبني بالنوم
عند منتصف الليل أفقت على نباح الكلاب الذي هز القرية بأرجائها ولكن تناهى إلى مسامعي صوت صړاخ طفل يصاحب ذلك النباح وما حيرني أكثر عويل نساء يأتي من المنزل المجاور لنا
في الصباح سألت صديقي نعمان عن ذلك النباح والصړاخ العويل فكانت إجابته غير مقنعة وكأنه يخفي عني شيئا ولا يريد لي معرفته
خرجت عند الضحى إلى ساحة القرية وكانت وجوه الناس عابسة مكفهرة على غير الملامح التي قابلتها فيهم بالأمس
وجدت الأطفال الذين قابلوني عند مجيئي في اليوم الأول لكن مروة ليست معهم فسألتهم عنها أين مروة يا صغار
فلم يجبني أحد منهم كررت سؤالي ألا تخبروني يا رفاق أين مروة فهربوا هذه المرة وكان الخۏف يعتريهم
عدت إلى المنزل وسألت صديقي عن بيت مروة فارتبك وتلعثم وجهت إليه السؤال بقوة هل هناك سوء تخفيه عني أم أن إجابة سؤالي صعبة عليك أين منزل مروة يا نعمان
فقال لي منزل مروة الذي بجوارنا هنا تذكرت أن عويل النساء الذي سمعته البارحة كان يصدر بالفعل من هذا المنزل
ذهبت إلى بيت مروة الذي يقبع بجوارنا طرقت الباب فخرجت إلي امرأة سألتها هل أنت أم مروة
فانهمرت الدموع من عينيها وأجابتني بهز رأسها بالإيجاب فقط
سألتها ثانية هل يمكنني أن أرى مروة
فانخرطت في بكاء شديد وجرت نحو الداخل
عرفت حينها أن هناك مكروها قد أصاب الفتاة فعدت إلى صديقي نعمان وقلت له بحزم عليك أن تخبرني بكل ما يجري في هذه القرية
حاول التملص كثيرا وهذا ما زاد إصراري على معرفة الحقيقة التي يخفيها عني وبعد شد وجذب استسلم لي نعمان وقال سأخبرك بكل شيء لكن عليك بعدها مغادرة القرية وعدم إخبار أي أحد بهذا السر وإلا سوف ندفع حياتنا