الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

التمرد رواية جوازة ابريل

التمرد رواية جوازة ابريل

انت في الصفحة 42 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

 


حافة كأسه فوق ال ب. ار ممسكا سي بين أصابع يده الأخرى وبصره شاردا في الفراغ فالټفت شفتا خالد بضجر ثم سأل مرة أخرى بنبرة ذات مغزى بتفكر فيها مش كدا!
امتص باسم رحيقها بجمود ثم سأله ببرود متظاهرا بعدم معرفته دون النظر إليه قصدك مين!
ارتفع حاجب خالد ساخرا لأنه يفهمه أكثر من أي شخص آخر فهو ليس مجرد صديق له أنه صندوقه الأسود هاتفا بثقة اللي جت في بالك .. بس انت اللي مش عايز ترسي نفسك علي بر

 خفض باسم بصره نحو الكأس لثوان قليلة ثم رفعه إلى فمه متجرعا إياه دفعة واحدة ليعقد حاجبيه من طعمه اللا ذع ثم أخبره بإستخفاف انت ادري حد عارف ان الموضوع دا عملو بلو ك من مخي
تابع باسم حديثه بتشتت ولمحات من الماضي تمر في ذاكرته بس لفت سنين ورجعتلي تاني من نفس الطريق .. لدرجة انها جابت اهلها وسكنوا في نفس الكومبوند وطبعا الكل انبسط .. ما عيلتنا وعيلتها كانوا اصحاب من زمان .. وكنا متربين مع بعض كانت هي قد اختي كارما وانا اصغر منها بأربع سنين ..
استمع خالد له باهتمام ولم يقاطعه حتى أنهى كلامه ليقول بأسى مقدر اللي انت حاسس بيه .. بس قولتلك قبل كدا رفضها ليك مكنش معناه ابدا ان النقص كان فيك انت!!
ادار باسم رأسه إلى الجانب يجول بنظراته في الفراغ وعاد ذهنه إلى تلك الذكرى السيئة كما لو كانت بالأمس ثم تنهد ساخرا وهو ينظر إلى كأسه الخالى فلم يعد شيء يجدى معه نفعا ثم همس بنفس الجمود لكنه يشعر بالندم يحتدم في أعماقه الاستخفاف بحبي ليها اللي كان باين اوي في كلامها ليا صدمني .. وخلاني غلطت كتير في حق ناس
اختتم باسم حديثه الغامض برفعه إلى الكأس مشيرا للنادل أن يضع له المزيد فيما رد خالد بخشونة ممزوجة بالاعتراض رغم نظرات الثأثر والشفقة مستوطنة عينيه الخضرواتين اللي مريت بيه يا باسم مش سهل علي اي حد .. بس اللي بتخططلو دا مش هو الحل .. و من غير ماتحس علي نفسك لسه مكمل وعايز تضيف رزان لقايمة الناس اللي غلطت في حقهم من غير ذنب
إلتوي فمه فيما يشبه الابتسامة لكنها كانت مليئة بالحسړة والألم ثم تنهد بعمق خدش حلقه وهو ينظر إليه برماديتيه المتلألئة مثل نجمة في سماء مظلمة بينما يجبر نفسه على كبح دموعه متمتما بحدة مهزوزة سهل تقول كدا .. عشان مستحيل حد يحس بالن للي في صدري غيري مابتطفيش .. وكل السنين مابتعدي بحس بالندم والذنب اكتر
زفر خالد الهواء بقوة فكل واحد منهم يعاني بداخله كثيرا ولا يفصح عنما به إلا قليلا ليعاود النظر إليه بجدية وقال بنبرة هادئة لعله يثنيه عما يفكر به صدقني والله حاسس بكل اللي جواك .. بس ذنبها ايه رزان تدخلها في مشاكلك!
شعر باسم بوخز قوي في منتصف صدره يصاحبه ألم جامح فعض شفته السفلية بشدة وامتلأت عيناه بالدموع التي سقطت على وجنتيه جراء إصرار الذكريات المؤلمة على تماوج في ذهنه فأسرع في مسحهم ولكن كيف ينجو من الڠرق في أمواج الذنب العالية ليسأله بصوت عال بغير وعي وبنبرة مشوشة وكان ذنبو ايه اشرف!!! ذنبه ايه يم بسببي..
إحتسى من الكأ س أمامه مجعدا حاجبيه من الألم ثم أردف بهمس السنين اللي فاتت الكل بيحطولي اعذار..
أضاف باسم ساخرا بكمد من ذلك الۏجع الذي يعتمر قلبه ويكاد يفتك به مثل كتاب مغلق لا غلاف له وممتلئا بالخيبات معلش دا عمره .. كانت حاډثة ومالكش ذنب فيها
الكلمة الأخيرة نطقها بمرارة ماسحا فمه بإبهامه يزيل بقايا الشراب اللا ذع الذي يضاهى إحساسه الداخلي كل ما يعلمه أنه منزوع من الشعور بالحياة وما فيها منذ تلك الحا دثة المشؤ ومة ثم اختفى صوته ولم يستطع الكلام متساقطة دموعه من مقل عينيه معلنة هزيمته وضعفه وعجزه ومدى الذنب الرهيب الذي يحمله على عاتقه سنوات عديدة من عمره ثم استطرد بصعوبة عارف انهم كانوا بيقولو كدا عشان امر من ازمتي .. بس برده مش قادر ابرر
 

 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 51 صفحات