رايات العشق بقلم فاطمه الالفي
رايات العشق بقلم فاطمه الالفي
بقضاء الوقت الأخير قبل انتهاء الرحله والعوده الى القاهره فى الصباح الباكر ..
سارت تنظر للاشجار والنباتات باعجاب والتقط لها بعض الصور بجانب تلك الأشجار والابتسامه تنير وجهها وكان الشمس تشرق فى غسق الليل وتنير الكوكب باكمله ..
حاول ابعاد انظاره عن ملاحقتها ولكن شيئا داخله دفعه لذلك وكانها لمست قلبه وعادته الحياه من جديد ولكن عقلها منعه من الاستسلام وقرر البعد وعدم المجازفه هذه المره فيكفي له ما حدث قبل اعوام ....
اقترب منه ماجد كالاعصار وهو يجذب منه الكاميرا ويتحدث معه پغضب واندفاع
ايه اللى انت بتهببه دة ازاى تسمح لنفسك تصورها من غير اذنها وكمان هى مش واخده بالها
آسف خلاص هات الكاميرا وأنا هحذف الصور
استمعت لذلك الشجار القائم فاقتربت
منهم لتعلم ما الأمر وجدت ماجد يمسك بالشاب من تلابيب قميصه وېصرخ بوجهه پغضب
لا يا حبيبي أنا همسح الصور بنفسي والا اكسر الكاميرا دي على دماغك
وقفت خلفه تتسال عن ماذا يحدث
مستر ماجد فى ايه ممكن تهدى عشان الفوج
حياه باصرار لا مش هبعد غير لم تسبب الاستاذ ده وبعدين هيبقي شكلك وحش قدام الفوج الروسي ومش هيقرر الزياره تاني بعد ماشفوك بالهمجى والاندفاع ده
ترك الشاب بضيق عندما أستمع لكلماتها الاخيره التى تنعيه بالهمجيه والاندفاع ورفع الكاميرا امام اعينها
اتفضلي اتفرجي شوفي الاستاذ بيعمل ايه بيصورك يا هانم وانتي مش واخده بالك ولا الله اعلم عامله نفسك مش واخده بالك وفرحانه بانه واقف يصورك
اما حياه بفجحظت عيناها پصدمه عندما بتر ماجد كلماته ورحل شاهدت الصور التى ألتقطها ذلك الشاب بدون علمها وحدثته بثوره غاضبه
انت باي حق تتصرف التصرف ده وبدون علمي يا استاذ يا محترم
هحذفهم طبعا ياريت بعد كده ماتقتحمش خصوصيات الناس لازم تساذن الاول
بعدما حذفت جميع صورها اعطته الكاميرا وتوجهت الى حيث الباص لتستقل مقعدها المجاور له بصمت ..
نظرت له باسف من عدم تفهمها للموقف الذي حدث قبل لحظات
زفر بضيق فهو الان يشتعل ببراكين من الڠضب داخله ولم يكترث لاعتذارها وتجاهلها عن عمد ونهض من مقعده المجاور لها وقبل ان يتحرك السائق هبط من الحافله بعدما طلب من السائق العوده الى الفندق ..
كانت تتابعه عبر النافذه وهى تحدث نفسها بضجر
هو أنا عملت ايه يعني لكل ده ماانت فعلا انسان همجي ومندفع ماقولتش حاجه غريبه يعني ولا الصراحه بتزعل اوف ..
سار فى طريقه ليستقل اول سياره أجرة لتقله الى الفندق تحت انظارها الصادمه لرده فعله ..
كانت تبكي وهى متشبثه باحضان ابنه عمها
تحدثت رؤى من بين دموعها يعني خلاص يا ايسل هتسبيني انتي كمان أنا ماصدقت بقى ليا اخت ونفسي نخرب الدنيا مع بعض تقومي عايزه تسافري وتسبيني أنا مالحقتش اقعد معاكي عشان خاطري استني شويا كمان
كانت تبكي هى الاخرين فحقا تعلقت برؤى ووجدت بها شقيقتها التى لم تحظى بها من قبل ولكن هى الان لا تستطيع المكوث فقد سامت منما يحدث حولها وعليها البعد الان
صدقيني مش هينفع اقعد اكتر من كده عندي مسئوليات كتير وداد واحشني جدا اوعدك عندما تتحسن حالتي سوف اعود اليك فسوف اشتاق إليك كثيرا وساطلب من عمي ان ياتي بك لفرنسا ليلتقي بشقيقه وأنا أسعد بوجودك وسوف نقضي وقتا ممتعا معا
يا ريت بابا يوافق
سأتحدث معا وساظل الح عليه الى ان يستسلم لمطلبي
عانقتها رؤى بقوه
هتوحشيني اوي وهيوحشني الرغي طول الليل مع بعض
ابتسمت لها بحب معنا الليله باكملها وساتركك ترغي كما تشائين
ضحكت كل منهما على الأخرى وبعد لحظات استمعو لصوت طرقات على باب غرفتهم .
توجهت رؤى لفتح الباب وجدت والدها امامها.
بابا اتفضل يا حبيبي
دلف زيدان وهو يقترب من ابنه شقيقه ويضع يده يمسد على خصلات شعرها
حبيبه عمو عايزه تسافر بكره ليه حد ضايقك ولا زعلك
هزت رأسها بالنفي ابدا عمو ولكن عليه العوده من اجل عملي بالمشفى
زفر بضيق وهو ينظر لها بحنان كان عندي امل تستقري هنا وهاشم ينزل بقى وكفياه بعد اكتر من كده ماكنش حد يقدر قنعه غيرك انتي
ابتسمت بحب كن مطمئن فعودتنا قريبا باذن الله أنا أيضا أريد أن نعود لموطننا وسوف احاول اقناع داد بهذا الامر
ربت على كتفها يعني تعوديني المره جايه ماتنكش زياره وكمان معاكي بابا وتفضلو هنا
وعد
ضمھا لصدره بحنان وطبع قبله رقيقه اعلى رأسها ثم غادر الغرفه وتوجه الى غرفته لكي يخلد للنوم ..
اما هم فقضوا طوال الليل فى الثرثره واعطتها ايسل الاكونت الخاص بها ورقم هاتفها الخاص لكي تتواصل معها دائما ..
دقت الساعه الثانيه صباحا ولم يعد للمنزله حتى الان منما انتابهم بشعورهم بالقلق ويخشون ان يكون تعرض لاذي واصابه مكروه وهو فى حاله يرثى لها ..
كانت تشعر بالقلق بسبب غيابه الذي طال وحاول زوجها ان يطمئنها رغم قلقه هو الاخر وقص على ابنائه ما حدث لكى يظلو بجانب شقيقهم الان ليجعلونه يتخطى تلك الصدمه فقرر كل منهما ان يغادرون المنزل للبحث عنه ..
فى ذلك الوقت كان قد عاد ويجلس امام باب المنزل بتعب .
عندما فتح عمر الباب وعلي خلفه جحظت عيناهم پصدمه عندما وقعت على وجود شقيقهم امام الباب وعلامات الحزن تكسو ملامح وجهه ..
وجلس كل منهما بجانبه من
كل جانب .
نظر عمر لتؤامه وهو يداعبه باحدي حاجبيه الاكبر فعل علي أيضا المثل واصبح اسر .
وهمس معا بصوت عال
ماتحولش تهرب من اخواتك الطعمين دول عشان احنا وراك وراك يا كابير
شقت الابتسامة ثغره
طب ابعدو اديكم عشان كده بتخنقوني مش
لا احنا كده بنحبك ههههه
نهض كل منهما وهو يمد يده لشقيقه
نظر اسر لتلك اليدين الممدوده إليه ونهض معهم وعانقهم بقوه كل منهما الآخر
عندما شاهدت ذلك المشهد امام اعينها انسابت دموعها بفرحه بسبب رؤيتها لابنائها بهذه القوه وتمنت ان ترا ابنتها لكي تغمرها السعاده التى تنتظرها برؤيه قطعه من روحها غابت عنها وسلبت منها الان تريد استرجاعها ليطمئن قلبها بعودتها لتحتويها داخل احضانها وتعوضها عن غيابها فى حياتها الاعوام الماضيه . ...
الفصل الحادي عشر
اشرقت شمس يوم جديد ليعلن عن بدايه يوم جديد في حياة كل منهما سوف يحدث تغير جذري لبعض الاشخاص ...
عاد ماجد من اسوان وظل طوال رحلته على متن الطائرة وهو يتجنب النظر إليها او الحديث معها منما زادها ڠضبا من ذلك الشخص الذي يتجاهلها عن عمد ولا يكترس لوجودها ..
وعندما هبطت الطائره ودع الفوج الروسي واستقلوا حافله تقلهم الى الفندق وغادر هو المطار بسيارته الخاصه دون ان يعرض عليها ايصالها هى الآخرى ..
نظرت لاختفائه بسيارته وهى تهز رأسها باسي
أنا بقول ان قليل الذوق من اول لم قابلته وكل تصرفاته تثبت يارب صبرني هتحمل الشغل معاه ازاى بعد عجرفته دي
غادرت المطار أيضا وهى تستقل اوبرا لتصل الى منزلها وتدثر نفسها داخل فراشها فهى بحاجه الآن للنوم بعد ما عانته بأسوان ....
احضرت حقيبه ملابسها واغلقتها ثم توجهت الى الأسفل لتودع عائلتها التى سعدت بقربها منهم خلال الايام القصيره التى عاشتهم بهذا المنزل الملئ بالدفء والامان والاحتواء والحب.
تركت رؤى تنعش جسدها داخل المرحاض وهبطت الدرج لتلتقى بزوجه عمها وجدتها بالمطبخ تعد طعام الإفطار كانت تراقبها بابتسامتها الرقيقه وفجاه استمعت لصوت اقدام تقترب لتجد ماجد يدلف لداخل الفيلا ويغلق الباب خلفه ويسير من جانبها دون ان ينظر لها وكانه لم يراها من الأساس .
نظرت له وهو يبتعد عنها ويصعد الدرج فقد تبدلت ابتسامتها لحزن ولكن ارادت ان تذهب اليه ونتحدث معه وتخبره بانها سوف تعود الى موطنها وحياتها بفرنسا من جديد ...
عندما دلف غرفته ترك حقيبه ملابسه بجانب الباب ونزع ساعته ووضعها اعلى منضده الزينه واخرج متعلقاته الشخصيه اعلى المنضده وهاتفه أيضا ثم القى بسترته اعلى المقعد وشمر عن ساعديه ليهوي بجسده اعلى الفراش ويزفر انفاسه پاختناق فهو الان يشعر بالضيق ..
استمعت لطرقات رقيقه تصدر عن باب غرفته ليبتسم برضا فقد ظن بان تلك الطرقات تخص شقيقته الصغري فاعتدل عن الفراش وجلس ينتظر قدومها بابتسامه
أكيد رؤى وهتدخل تعملي تحقيق زى المحقق كونان
ادخلي يا كونان
دلفت بهدوء تنظر له بتوجس وقفت امامه بصمت .
طالت النظارات بينهم وتحدث ماجد پحده
انتي جايا اوضتي عشان تفضلي ساكته كده كتير فى ايه لتتكلمي لتخرجي .
ابتسمت له بحزن وانسابت دمعه حارقه من فيروزيتها عجزت عن اخفائها تلك الدمعه جعلت قلبه يرق لتلك الصغيره
فتحدث برفق انتي بتعطي ليه دلوقتي
كنت اتمنى ان يكون لي شقيق اكبر وعندما أتت الى هنا علمت بوجود شقيقين تمنيت ان اصبح بمكانه رؤى داخل قلب كل منكما والتمس الفقد الذي عانيت منه طوال حياتي ولكن خاب الامل داخلي عندما لم تحتويني وتضمني لصدرك باول لقاء جمع بيننا علمت وقتها بأني غريبه عنك وسقف احلامي تبعثرت كما تبعثرت مشاعري أيضا كنت ارء بك الشقيق الاكبر الذي يغمدني بحنانه ويقترب مني ويستمع اليه واذا اغصبني احد يجلب لي حقي ولا يجعل دمعتي تزرف ويقولي لي لا تبكي أنا موجود جانبك لا تغصبي أنا معك لا تحزني ولا تجعلي الحزن يسكن قلبك تمنيت الكثير والكثير ولكن لم أجد كل هذه الامنيات لم تتحقق ولذلك أردت ان اودعك قبل اناغادر واعوده من حيث اتيت .
دارت وجهها لتغادر الغرفه بدموع صامته الى ان استوقفها صوته الحاني
تسمرت مكانها عندما أستمعت لتلك النبره الحانيه بصوته وهو ينطق اسمها لأول مره ..
ايسل تعالي هنا
الټفت لتنظر اليه قبل ان ترحل ولكن تفاجئت بانه يفتح لها ذراعيه ويبتسم لها وهو يرفع حاجبيه ويهز براسه بايمائه بسيطه دعوه صريحه منه بانه يريد ..
علت الابتسامه ثغرها الرقيق وركضت لتعانقه باحتياج لذلك الدافئ ليعوضها عن كل ما عانته بتلك الايام الماضيه بحنان اخوي فقد قلبه بتلك الكلمات التى تفوهت بها وعلم بانه كان يقسو عليها وهى لن تستحق تلك القسۏه الساكنه بقلبه فما ذنبها ليتعامل معها بغضبه وليس بحنانه فهى مثل صغيرته رؤى التى لم يتحمل رؤيه دموعها تنساب بسبب معاملته لها .
ومسد برفق على خصلاتها الشقراء ثم ابعدها عنه